الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة قريبا إنطلاق العروض الأولى لمسرحية "طش ورش" جديد شركة مينرفا للفنون الركحية بسبيطلة

نشر في  26 ديسمبر 2014  (12:47)

تستعد شركة مينرفا للفنون الركحية بسبيطلة لتقديم العروض الأولى من مسرحية "طش ورش"، وهو عمل مدعوم من وزارة الثقافة، نص وإخراج مقداد الصالحي، سينوغرافيا زمردة الماجري، كوريغرافيا وليد خضراوي، مساعد مخرج الطيب الملائكي.

ويعتبر هذا العمل الفني الإنتاج البكر المعد للكهول لهذه الشركة، وجمع ثلة من الممثلين من سبيطلة والقصرين وحدتهم فكرة الإيمان بالمسرح كوسيلة لإعادة الاعتبار لهذه المنطقة المهمشة وكغاية في نفس الوقت لإظهار التشبث بالهوية التونسية خاصة وبالذات الإنسانية عامة.

 يختلف الممثلون في هذه المسرحية باختلاف الأفكار المتضاربة والمتضادة ليكشفوا عبثية الفعل الإنساني مؤكدين في نفس الوقت على أهمية المبادرة بالفعل والمراهنة بالفوز والإرادة. تقرر البطلة نعيمة -بعد وفاة ابنها المتبني صبري غرقا في البحر- اكمال مسيرته الوجودية المتمثلة في محاربة التهميش الذي تعرض له إبنها الفنان في وطنه الأم حيث اختار الهجرة السرية عبر البحر الى ايطاليا.

تقحم الأم نفسها في صراع درامي يكشف عن ملحمة غير متكافئة في القوى، وتصاب بالجنون الوجداني مُحاولة تعويض صبري بدمية رافقتها الدرب.. كما تطاولت البطلة على حقائق ثابتة واستبدلتها بحقائق ارادتها بما في ذلك حقيقة موت صبري حيث اكدت انها تنجبه في كل شروق يوم جديد لتنفي بذلك عقمها وتجسد في المقابل خصبها الأسطوري.. ثم تثور اخيرا على البحر محاولة اغراقه في أحزانها.. ولكنها تتعرض لصد كبير من زوجها بشير الذي حاول في غالب الأحيان اخضاعها للواقع وإقناعها بموت صبري وجنونها المحتوم.

وقد سانده في ذلك كل من فتوح ورزوقة اللذان أعلنا سقوط القرعة على صبري وأكدا على موته غرقا في البحر. وهكذا تُدمج البطلة نعيمة نفسها في مأساة عميقة تؤكد قوة الواقع وعبثية الفعل الإنساني في مجتمع غلبت عليه ظاهرة التهميش في الهوية التونسية خاصة والعربية عموما ودفعها الى الاغتراب والهجرة.

وقد أخضع المخرج هذه المسرحية -في المشهد قبل الأخير- الى منطق المحاكمة حيث يجمع كل الشخوص ما عدى نعيمة على عبثية هجرة صبري.. وفي المقابل تؤكد البطلة على حتمية عودة سيزيف في يوم ما وتنذر الشعب بالزعامة وثبوتية الهوية.. وقد ساندت هذه المشاهد المسرحية أغان اضافت شحنة عكست انفعالات الممثلين وساهمت في اثراء القالب المسرحي هذا اضافة الى تداخل مساحات الضوء ورمزية الألوان التي ساهمت في اخضاع المشهد الى منطق الذاكرة والحلم..

كما ساهم الديكور في رسم تعددية المكان والزمان من خلال حقائب متناثرة ومتشكلة بلونها الأحمر الذي رسم نشوة السفر والحكم عليه بالإعدام في نفس الوقت.. وشارك في التمثيل كل من زينة مساهلي، الطيب الملائكي، رياض الميساوي، غوث الرزقي، مقداد الصالحي، وليد خضراوي بينما إهتم بتقنية الصوت محمد علي عبايدي وعُهدت تقنيات الإضاءة الى شاكر القاهري.

تنويه: تنطلق سلسلة العروض الأولى لـمسرحية "طش ورش" في النصف الثاني من شهر جانفي بفضاء مينرفا.